الاثنين، 15 أكتوبر 2018

شهموة الرئاسة

انزياح المعنى وتوالده ضمن هذا النسق الثقافي الذي شكل الوعي وبلور الشخصية حتى غدا بين المسلمات عند بني البشر جميعاً، أسهمت في تكريسه الأديان وكل المفكرين والفلاسفة والشعراء، انطلاقاً من كونه ضرورة تنسحق من خلالها الذوات المنقادة، قد يكون ضرورة بالفعل ضمن المفاهيم القبلية والمفاهيم العسكرية، وقد يكون ضرورة _على مضض_ في حقل السياسة شرط أن يكون الرئيس ضمن الحدود الدنيا من الصلاحيات كما هو معمول به في بعض الديمقراطيات العالمية، فالحكم في نهاية المطاف إدارة وليس رسالة أيديولوجية ويستطيع أي مجلس إدارة أن يقوم بكافة المهام والأعباء الموكلة إليه، بغض النظر عن وجود مدير عام أو رئيس. أما أن ينسحب المعنى الرئاسي على منظمات حزبية أو اجتماعية أو ثقافية فهذا ما يجب أن يعاد النظر فيه جملة وتفصيلاً إن كنا نؤمن بأهمية العمل الديمقراطي ونجلّ مكانة العقل الإنساني، فالسياق التاريخي الذي أنجب شيخ القبيلة أو زعيمها أضحى بعيداً جداً ونحن نعيش الألفية الثالثة ألفية العولمة والقرية الواحدة التي أنجبت لنا ما يشبه الحكومة الواحدة للعالم أجمع، وأقول الحكومة الواحدة ليس انطلاقاً من نظرية المؤامرة بل من واقع اتحاد العالم أجمع ضد حرية شعب طالب بحريته حيث يتناغم الإعلام العالمي مع السياسات العالمية بصورة لا مثيل لها في التاريخ.
                                                                           عبد الرحمن حلاق

ليست هناك تعليقات:

الاستعارة والانحرافات المعرفية ـ قراءة في رواية فواز حداد تفسير اللاشيء

  في السرد الروائي نجد أنفسنا أمام مجموعة من الصور الكلية التي تصنع استعارات بلاغية مختلفة في الشكل عن المفهوم البلاغي المتعارف عليه في ك...