الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

قاص وروائي ـ سوريا


                                     دادي .. دادي ... النقد

هل تريد أن تصبح ناقداً روائياً في أقل من خمسة أيام؟ الأمر في غاية اليسر نحن نأخذ بيدك خطوة خطوة، وما عليك إلا أن تتبع هذه النصائح بشكل سليم وتأنّ يشبه النار الهادئة في المطبخ، وعليك أن تعرف أولاً وقبل كل شيء أن الرواية يرويها راو عليم أو آخر غير عليم، أما غير العليم فقد يكون مشاركاً في الأحداث مثله مثل أي شخصية، أو أنه غير مشارك، وليس مهماً أن تعرف أثر أي منهما في السرد الروائي، وستضيف طبعاً لقاموسك النقدي ما يلي:1ـ اتكأت الرواية على بعض المفردات العامية وهذا ما يهبط بالنص معرفياً.2 ـ اتكأت الرواية على اللغة الفصحى وهذا ما أصاب النص بالجمود المعجمي.3 ـ لم يراع الكاتب المستوى الخطابي للشخصيات فأنطقها بما هو أعلى من مستواها.4 ـ سما الكاتب بشخصياته في سماء المعرفة فانثالت الحكمة حتى من أفواه العمال ممن لم يمتلكوا نصيباً من التعليم.5 ـ جاء السرد تقليدياً ولم يتماش مع التطورات السردية للحكاية.6 ـ جاء السرد متشرذماً غير مترابط وقد ابتعد الكاتب عن البناء التقليدي فغابت الحكاية وحضر السرد.7 ـ لم يراع الكاتب نمو الخط الدرامي في العمل فجاء النص مهلهلاً.8 ـ تنامي الخط الدرامي كان دقيقاً ومحكماً ما يجعل النص مرسوماً بالمسطرة ولذلك تجده جافاً يخلو من الحدث المعاش.9 ـ تعددت الأصوات كثيراً في الرواية ما أدى إلى فقدان التواصل بينها وهذا يساهم في تنافرها وابتعادها عن المألوف.10 ـ مع أن الشخصيات كثيرة إلا أن الكاتب وجهها حسب رؤية الراوي ما أفقد النص حسه الديمقراطي، وبذلك يكون قد مارس نوعاً من العسف الشخصاني على شخوصه.11ـ تهيمن الأيديولوجيا على النص وهذا ما يجعله أقرب إلى الخطابية في لغته في وقت ينحو العالم إلى نبذ الأيديولوجيات قاطبة.12ـ تتمتع الرواية برؤية أيديولوجية تقف ضد الظلم والفساد.13ـ تتمتع الرواية بلغة جزلة متماسكة توشيها الحالات الشعرية الجميلة.14 ـ أثقل الكاتب روايته بلغة شعرية ابتعدت بالنص عن روح السرد، وهذا بالطبع سيؤدي إلى ضبابية الرؤيا الفكرية، بحيث يخفى على المتلقي الكثير من الأفكار.15 ـ لو أن الكاتب فعل بالشخصية كذا وكذا لكانت الرواية أجمل، ولو أنه انتقل بالأحداث إلى طريق آخر لكانت النتائج المتوخاة قد تغيرت لصالح العمل.16ـ أقترح على الكاتب لو أنه لم يفعل بالشخصية كذا وكذا لكانت أجمل.17 ـ لو أن الكاتب تمهل في إصدار نصه لكان أفضل له.18 ـ رغم سنه الصغيرة إلا أنه قدم نصاً روائياً ينم عن خبرة عريقة. أرأيت ؟ الأمر في غاية اليسر والسهولة، ولا يهم إن كان ما قدمته متضارباً فأنت عزيزي الناقد ستجتزئ من هذه النصائح ما يتلاءم والنص المنقود. أما كيف تصبحين ناقدة فهذا أمر أيسر وأسهل ولا يحتاج إلى نصائح من درويش مثلي.

ليست هناك تعليقات:

الاستعارة والانحرافات المعرفية ـ قراءة في رواية فواز حداد تفسير اللاشيء

  في السرد الروائي نجد أنفسنا أمام مجموعة من الصور الكلية التي تصنع استعارات بلاغية مختلفة في الشكل عن المفهوم البلاغي المتعارف عليه في ك...